كيفية قياس اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة


في الفقرات التالية سنلقي الضوء باختصار على كيفية قياس اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة و نبدأ باللياقة القلبية التنفسية و من ثم التركيب الجسمي و انتهاء باللياقة العضلية الهيكلية .

قياس اللياقة القلبية التنفسية

تعد اللياقة القلبية التنفسية من أهم عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة وذلك لعلاقتها الوثيقة بالإمكانية الوظيفية للجهاز الدوري التنفس و يمكن تعريفها على أنها قدرة الجهاز القلبي التنفسي على أخذ الأكسجين من الهواء الخارجي بواسطة الجهاز التنفسي ثم نقله بواسطة القلب والأوعية الدموي و من ثم استخلاصه من قبل خلايا الجسم و خاصة العضلات لتوفير الطاقة اللازمة للانقباض العضلي و يتم قياس اللياقة القلبية التنفسية بطريقة مباشرة في المختبر و ذلك بتعريض المفحوص إلى جهد بدني متدرج حتى التعب مع قياس غازات التنفس ثم تحديد أقصى استهلاك للأكسجين لديه كما يمكن تقديرها بطريقة غير مباشرة من خلال اختبارات ميدانية من أهمها قياس الزمن اللازم لقطع مسافة محدودة جرياً و مشياً و عادة ما تكون هذه المسافة من كيلومتراً واحداً إلى ٣ كيلومترات معتمداً ذلك على نوع الاختبار المستخدم و العينة المراد قياس لياقتها البدنية و الإمكانات المتوافرة و الوقت المتاح .

قياس اللياقة العضلية الهيكلية

تتمثل هذه اللياقة في كل من القوة العضلية و التحمل العضلي و المرونة المفصلية و يمكن استخدام اختبارات معملية أو ميدانية لقياس هذا النوع من اللياقة البدنية و من الاختبارات الميدانية الشائعة لقياس القوة العضلية اختبار الضغط بالذراعين من وضع الانبطاح المائل أو بالشد لأعلى بواسطة العقلة كمؤشر على قوة عضلات الذراعين  و الحزام الصدري كما يمكن استخدام قوة القبضة كمؤشر على القوة العضلية أما التحمل العضلي فيتم قياسه عادة باختبار الجلوس من الرقود مع ثني الركبتين و لمدة دقيقة كمؤشر على قوةعضلات البطن و تحملها و تستخدم لقياس المرونة المفصلية اختبارات مباشرة و أخرى غير مباشرة و من الاختبارات غير المباشرة و أكثرها شيوعاً و سهولة اختبار مد الذراعين من وضع الجلوس مستخدمين صندوق المرونة .

قياس التركيب الجسمي

يتركب الجسم إجمالاً من أجزاء شحمية و أخرى غير شحمية
و تشمل الأجزاء غيرالشحمية العضلات التي تمثل النسبة الكبرى من الأجزاء غير الشحمية و العظام و الأنسجة الضامة و الماء  و المعروف أن زيادة الشحوم لدى الفرد أمراً غير مرغوب فيه حيث ترتبط هذه الزيادة في الشحوم ارتباطاً إيجابياً بالعديد من الأمراض كما ترتبط ارتباطاً سلبياً مع الأداء البدني  ويحتاج جسم الإنسان إلى حد أدنى من الشحوم تقدر بحوالي 5% لدى الرجال و حوالي 12% لدى النساء أما النسب المثالية لشحوم الجسم لدى الرجال في مرحلة الشباب فتكون من 10 إلى 18% من وزن الجسم و للنساء من 15 إلى 23% من وزن الجسم أما إذا زادت نسبة الشحوم عن 25% من وزن الجسم لدى الرجال أو عن 32% لدى النساء فتعد نسبة الشحوم مرتفعة سمنة أو بدانة و يتم قياس نسبة الشحوم بطريقة ميدانية و أخرى معملية و من أكثر الطرق الميدانية شيوعاً لقياس نسبة الشحوم في الجسم استخدام مقياس سمك طية الجلد في مناطق معينة من الجسم للاستدلال على كمية الشحوم الموجودة تحت الجلد و التي تعد مؤشراً لشحوم الجسم عامة و يمكن استخدام مقاييس طية الجلد بحد ذاتها كمعايير مستقلة للسمنة أو البدانة لدى الفرد أو تحويل هذه المقاييس إلى نسب شحوم باستخدام معادلات حسابية تنبؤية مخصصة لهذا الغرض و يتطلب قياس سمك طية الجلد تدريباً جيداً و خبرة حتى يمكن إجراء القياس بدقة و ثبات و لهذا يلجأ البعض عند عدم توفر الخبرة و التدريب الكافي إلى استخدام مؤشر كمؤشر للسمنة و يتم حساب مؤشر كتلة الجسم من خلال (Body Mass Index ) كتلة الجسم قسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر و هذا المؤشر سهل الاستخدام و لا يتطلب أدوات و لكنه ليس مؤشراً دقيقاً جداً للسمنة أو البدانة لأنه يعد مؤشراً لتناسب الوزن والطول فقط و بالتالي فهو لا يصلح كمؤشر للبدانة للذين يمتلكون كتلة عضلية كبيرة مثل رياضيي بناء الأجسام أو للأطفال و الناشئين في فترة طفرة النمو حيث الزيادة الملحوظة في الطول و في الوزن و بشكل عام يعد مؤشر كتلة الجسم في الحدود المناسبة للفرد البالغ إذا تراوح من 20 إلى 24.9 كجم/م أما إذا بلغ من 25 إلى 29.9 كجم/م ٢ فيشير ذلك إلى زيادة في الوزن ،
وإذا زاد عن 30 كجم/م٢ فإن ذلك مؤشراً على وجود بدانة
و إذا كان أعلى من 40 كجم/م٢ فيعني بدانة عالية مفرطة ..
أما مقاييس مؤشر كتلة الجسم لمن هم دون 18 سنة فلا يوجد اتفاق حولها لكنها من المؤكد دون مقاييس الراشدين ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالأداء الحركي

تنمية اللياقة القلبية التنفسية :