فقدان الشهية وأنواعها ..
فقدان الشهية (Anorexia) :
هي حالة اضطراب في الأكل ينتج عنه رفض شديد لتناول الطعام ، مما يسبب نقصا هائلا في الوزن و الطاقة الأساسية في الجسم و كل ذلك يسبب في النهاية إلى توقف الكثير من الأجهزة في الجسم التي تنقصها الطاقة التي تعطى من خلال التغذية و البروتينات .
الإناث أكثر الفئات المتضررة من هذا المرض و لكن هذا لا يعفي الذكور من الإصابة به و كذلك الأطفال .
هناك نوعان لفقدان الشهية :
- فقدان الشهية العصبي .
- فقدان الشهية لدى الأطفال .
فقدان الشهية العصبي
وهو مرض نفسي و جسماني الذي يصاب به البالغين و الأطفال .
اسبابه
- العوامل البيولوجية : تساعد المهدئات الطبيعية التي يفرزها الجسم على تقليل الشعور بإحساس الجوع في المرضى المصابين بفقد الشهية العصبي , فقد أظهرت بعض الدراسات اختلال في وظائف النواقل العصبية و بالذات السيروتونين و كذلك الأدرينالين و الدوبامين و التي تشكل أهمية بالغة في تنظيم الشهية للطعام من خلال الهيبوثلاموس . و كذلك اختلال وظائف الغدة الدرقية و الهرمونات بشكل عام .
- العوامل الاجتماعية : يجد المصابون بفقد الشهية العصبي ما يشجع سلوكهم اجتماعياً حيث تكون مقاييس الجمال فتتخذ النحافة و التمارين الرياضية كنمط ممتاز للحياة كتقليدهم لأحد المشاهير من الناحية الجسمانية خصوصا عندما يتميزون بالنحافة , و كذلك بعض المهن التي تتطلب نحافة مثل عارضات و عارضين الأزياء , مضيفي الطيران, لاعبي الباليه و بعض الألعاب الرياضية التي لا تتحمل زيادة في الوزن .كما ان البحوث دلت أيضا إلى أن الجو الأسري لهؤلاء المرضى يتميز بأجواء غير محببة و عدوانية فيعاني المريض من درجة كبيرة من الانعزالية و قلة الشعور بالتعاطف بين أفرادها .
- العوامل النفسية : يجمع الكثير من المعالجين النفسيين لهذه الحالات على أن المرضى يعانون من عدم القدرة على الاستقلال عن الأم بالذات و يميل البعض الآخر إلى تفسير سلوكهم على أنه عبارة عن محاولة غير واعية لتدمير أجسادهم المسكونة بآثار الأم المتسلطة .
ويقترن انعدام الشهية بضعف العظام التي تصبح هشة و نحيفة بشكل خطير . و يعود السبب في ذلك إلى فقدان الوزن و نقص المواد المغذية مثل الكاليسيوم ، و قد يقود انخفاض الكثافة المعدنية في العظام إلى زيادة مخاطر الكسر و التهشم . يعاني المصابون بهذا المرض من مشاكل طبية عديدة مثل :
- انخفاض درجة الحرارة ( تتدنى لأقل من 35 درجة ).
- تورم القدمين و بطء ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم، وتغير الشعر ، كما يلجأ بعض المرضى لاستخدام المسهلات بكثرة مما يؤدي لتغير في درجة حموضة الدم.
- اضطرابات في ضربات القلب و صغر حجمه و بالذات في المراحل المتأخرة من المرض و قد يكون السبب في هذه الاضطرابات انخفاض البوتاسيوم في الدم و الذي قد يكون خطيرا ...
المضاعفات
من مضاعفات هذا المرض أيضا تقلص حجم العضلات ، انخفاض نشاط الغدة الدرقية ، اضطراب في وظائف المعدة كتأخر إفراغها من الطعام, الإمساك و الألم المتكرر في البطن ، تورم و التهاب الغدد اللعابية و البنكرياس . و من المضاعفات أيضا انقطاع الدورة الشهرية و اختلال نسبة الهرمونات في الدم ، انخفاض المغنيسيوم و قد يصاب المريض بتشنجات صرعية أيضا و انخفاض في قدراته الذهنية .
العلاج
علاج فقدان الشهية العصبي أمر صعب ، خاصة إذا كان شديداً.
و لكن في الحالات البسيطة و المتوسطة فإن العلاج النفسي بشقيه الدوائي و السلوكي المعرفي يؤدي إلى نتائج مقبولة ، و إن كانت ليست بالمستوى المطلوب ، و لكن يجب تدارك الأمر من البداية ، فكلما بدأ العلاج مبكراً كان أفضل .
و يؤدي العلاج الأسري و الاجتماعي دوراً مهماً في تحسن نتائج العلاج . و لكن هذه النتائج تتفاوت من مريض إلى آخر ، فالبعض يتعافى بعد نوبة واحدة فقط ، و البعض يتعرض لانتكاسات و تستمر حياتهم بين نوبات من الاضطراب و فترات من الشفاء و التحسن ، و لكن بعضهن يستمر الاضطراب معهن ليصبح مزمناً ،
أما أهم طرائق العلاج النفسي فهي :
العلاج بالايحاء و العطف و التشجيع و الإرشاد و الحث على تناول الطعام . و كل ذلك ينبغي أن يحدث بالتنسيق بين الطبيب البدني و الاختصاصي النفسي و ذوي المريض ، وصولاً إلى حل الأسباب الرئيسة للمرض و تلافياً للانتكاسات .
فقدان الشهية لدى الأطفال
يعتبر فقدان الشهية لدى الأطفال من المشكلات الشائعة في طب الأطفال ، و تعتبر من المسائل التي تؤرق الأبوين و دائما تكون شكواهم لأطباء الأطفال عن هذه المشكلة .
أنواعه
- أولا: فقدان الشهية الحاد : و هو فقدان مؤقت للشهية ، و يحدث في أغلب الأحوال مع الألتهابات الفيروسية و البكتيرية المختلفة ، و كذلك التهابات , و تقرحات الفم و اللسان ، و أثناء فترة التسنين اي عند بداية ظهورالأسنان للطفل و عادة تعود شهية الطفل إلى طبيعتها بزوال السبب ، و هذه المجموعة لا تحتاج إلى فاتح للشهية .
- ثانيا: فقدان الشهية الفسيولوجي المزمن : و يحدث للأطفال بين سن 1-6 سنوات ، حيث يلاحظ الأبوان أن الطفل لم يعد يأكل نفس كمية الطعام المعتاد عليها . و هذا يرجع أساسا إلى أن السعرات الحرارية التي يحتاجها الطفل في هذه السن تقل عن السنة الأولى من العمر . و قد يلجأ الأبوان إلى إطعام الطفل عنوة ، و هذا بدوره قد يعقد الأمر و قد يؤدي ذلك إلى زيادة رفض الطفل للطعام . و يلاحظ أن الأطفال في هذه المجموعة لديهم النمو العقلي و الجسماني في الطول و الوزن مناسبا مع اعمارهم ، و يمكن معرفة ذلك من منحنيات و جداول الطول و الوزن بالنسبة للعمر .
- ثالثا: فقدان الشهية العضوي المزمن : و في هذه المجموعة يكون فقدان الشهية مصاحبا لأمراض مزمنة مثل الالتهابات الفيروسية و البكتيرية والالتهابات الروماتيزمية و أمراض الجهاز التنفسي و امراض الكلى و الكبدالمزمنة و كذلك العيوب الخلقية بالقلب والدماغ . و في هذه الحالة فان فقدان الشهية ليس العرض الوحيد الموجود و لكن توجد أعراضا أخرى للأمراض المسببة مثل ارتفاع مزمن في درجة الحرارة و نقص في الوزن و قلة النشاط و الحركة و تأخر النمو العقلي و الجسماني ، و أنيميا ، و تضخم في الغدد الليمفاوية و الأعضاء الداخلية بالجسم .
تعليقات
إرسال تعليق